![]() |
||
ما إجتمع الذكر والأنثى إلاّ وكان الحب ثالثهما , والسعادة تغمرهما وتغمر قلوبهم المتعطشة للمسة اليدين ومص الشفتين, وذوبان وإنحلال أجسادهما ببعضها البعض كما يذوب السكر والملح في الماء . وما إجتمع الذكر والأنثى إلاّ وذاب الثلج من حولهما بفعل حرارة الحب . فما فائدة أن يجلسا العشاق مع بعضهما البعض وكأنهما جبلان جليديان ..يجب أن تذيب حرارة الحب الجبل الجليدي وأن تنتهي إسطورة الحب العذري بينهما . وغالبية العشاق يجلسون مع بعضهم وهم يفتتون مرارة بعضهم البعض ويدعون أن عشقهم وحبهم عذري شريف !وحين يذهبون لمنازلهم ويندحشون تحت أغطيتهم يبدأون بالإستمناء على ذواتهم فتضيع بينهم أسطورة الحب العذري . هذه مقدمة لموضوع طالما شغل بالي ومخيلتي وهو موضوع القتل بدافع الدفاع عن الشرف ! لا يوجد قانون مدني معاصر يجوز به قتل الإنسان أو التسامح مع قاتل أخته أو زوجته بسبب ممارستها للجنس , ولا يوجد قانون يجيز إستعباد الناس والأحرار ولا يوجد قانون يحلل إرتكاب الجرائم حتى الدين الإسلامي يفرض عقوبة الجلد ثمانين جلدة على المرأة والرجل إذا كانا أعزبان وإرتكبا ممارسة الجنس بدون زواج .. أما القوانين الإجتماعية فإنها تخالف شريعة الله وتقتل البنت العزباء إذا ثبت أنها مارست النكاح بغير عقد شرعي وهذه قوانين ليست منطقية وبنظر أهل الفقه الإسلامي فإن الله ينتقم للمغدور والمغدورة ويعاقب يوم القيامة قاتل الممارسة للجنس . ويجب أن نعلم هنا أن الدين الإسلامي لا يفرض عقوبة الإعدام على الممارس للجنس فالإسلام لا يتخذ ولم يتخذ مثل هذه القرارات الخطيرة جدا . حتى القبلة والمداعبة ليس عليها أي عقوبة في الدين وهي تعتبر من الذنوب التافهة والبسيطة . والذي يستحق العقوبة هو الذي يحاول أن ينغص على الشباب متعتهم وإستمتاعهم مع بعضهم البعض والذي يحاول أن يستعبد الآخرين ويفرض عليهم قوانين الإستملاك للأرض وللإنسان القديمة . إن تحكم غالبية الناس بأجساد زوجاتهم هو نظام عبودي قديم جدا وهو من مخلفات ونفايات عصر الإقطاع وعصر ما قبل الآلات البخارية. لا يحق للزوج أن يسأل زوجته عن جسدها , فهي حرة في التصرف به من طلوع الشمس حتى غروبها , ومن بداية العام حتى نهايته فهي ليست حمارة إشتراها أو عبدة إبتاعها من تجار الرقيق , وهي ليست كلبة وجدها بين المراعي والسهول والزوجة ليست سيارة إشتراها الزوج أو قطعة قماش أو أرض إشتراها بإسمه . الأزواج الذكور يسألون نساءهم الإناث عن أوقات فراغهن وعن ساعة راحتهن وأين ذهبن وأين جلسن . وحين تطورت أدوات الإنتاج أكثر وأكثر تطورت الحقوق المدنية للمرأة بسبب تقدم المصانع التي أصبحت بحاجة للعمال من ذكور وإناث وأصبحت القوى البشرية تعمل في المصانع وأنشأ البرجوازيين منظمات عمل وجمعيات عمل تكفل الحقوق المدنية والشرعية للعمال والفنيين وتطورت هذه الحقوق أكثر وأكثر وإنبثق عنها منظمات نسائية يسارية تعني بحقوق المرأة . وحتى عام 1930م بعد نهاية الحرب العالمية الأولى كان محضورا على المرأة في فرنسا أن تلبس البنطال أو تركب الدراجة وقد كانت المدام (فيوليت) الفرنسية عضوة في الإتحاد النسائي الرياضي الفرنسي وكانت قد تعودت أثناء الحرب العالمية الأولى على ركوب سيارة إسعاف الجرحى وكانت أحيانا تركب دراجة هوائية وبعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها وكل آثامها وخطاياها , بعد نهايتها وجه الإتحاد النسائي الفرنسي إنذارا خطيا للمدام فيوليت بضرورة خلع بنطالها لأنه تقليد للرجال فرفظت المدام فيوليت ذلك وبناءا عليه تم الإستغناء عن خدماتها في الإتحاد النسائي . ولم تسكت المدام فرفعت على الإتحاد النسائي قضية أمام محكمة السين الفرنسية وكسبتها وعادت للإتحاد النسائي وكانت هي المرأة الوحيدة التي تلبس سروالا رجاليا. وبعد ذلك أصبح لبس البنطال تقليدا في فرنسا وتفننت النساء في أنواع البناطيل وحصلن على حقوق مدنية جديدة لم يكن مجتمع الرجال من قبل معترف بها . إن المرأة ليست سلعة وليست بغلة يشتريها الرجل به هي كيان مستقل ومن حقها أن تستمتع بالجنس مع غير زوجها وأن لا يكون ذلك عيبا أو جريمة أخلاقية يحاسب عليها القانون . يجب أن تتعلم النساء العربيان من النساء الفرنسيات الحرية وقصة المدام فيوليت يجب أن تدرس في المناهج التربوية العربية . لا يوجد قانون على الإطلاق يجوز به لشخص أن يتحكم به بجسد الآخر فهذه عبودية وإذلال وإرهاق للمشاعر . فمن حق المرأة وهي بنت في بيت أبيها أن تفقد بكارتها في بيت أبيها وأن يفرح الأهل بذلك وهم يرون بناتهم سعيدات في حياتهن العاطفية ومن حقها وهي زوجة أن تستمتع بالجنس مع غير زوجها وأن لا يكون ذلك جريمة أو عيبا فهذه حرية شخصية مثلها مثل الحرية التعبيرية . صحيح أن هذا الكلام وبصراحة من الصعب أن أؤمن به أنا شخصيا ولكن يجب أن أعلم وأنا والناس والمجتمع أن الجسد وحرية التصرف به مثله مثل القلم والورقة والحرية التعبيرية ويجب أن لا نكون مزدوجون إزدواجية فصامية يجب أن نتساهل مع أنفسنا وعواطفنا ومن حق غيرنا من النساء أن يفقدن القيود الإقطاعية التي كانت تجعل من المرأة قطعة أثاث . فجرائم الشرف في مجتمعاتنا العربية هي بسبب النفايات الإجتماعية القديمة والرسوبيات الإجتماعية القديمة أيضا , فلم يعد من حق أحد علينا أن يجبرنا على أعمال السخرة وكذلك ليس من حقنا أن نجبر المرأة على أعمال السخرة الجنسية , فهي حرة في الممارسة الجنسية وكما قلنا لا يوجد قانون يجيز به قتل المرأة بدافع الشرف , فالممارسة الجنسية ليست سرقة ولا تؤذي الزوج ولا تؤذي الأخ فلماذا يقتلون النساء إذا إستمتعنا جنسيا.
|
|
|
![]() |